التلوث المائي | مدونة الفائدة
التلوث المائي
http://feww.files.wordpress.com/2007/10/
المقدمة:
لاشك أن الماء هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها وصدق الله عز وجل إذ يقول فى كتابه العزيز (وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا
يؤمنون).(الانبياء/30) ويوجد الماء فى الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية كما يوجد بنسبة 70 % من الوزن الكلى للخضروات وتزيد النسبة الى أكثر من 90 % من وزن الفاكهة ، وهو العنصر الاساسى لاستقرار الانسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.
 أنـــواع المياه :
(أ) مياه سطحية Surface Water
هى المياه التى تتواجد على سطح القشرة الارضية بحيث تكون متاحة للاستخدام بسهولة وهى تنقسم تبعا الى ملوحتها الى:
 (1) مياه مالحة Salt Water
هى المياه التى تحتوى على قدر عال من الملوحة لاحتوائها على كميات كبيرة من الاملاح المعدنية الذائبة. وتعتبر البحار والمحيطات المصدر الرئيسى للمياه المالحة.
 (2) مياه عذبة Fresh Water :
هى المياه التى تتميز بضالة كمية الأملاح بها أو حتى انعدامها فى بعض الأحيان وتعتبر الأنهار والجداول والجليد القطبى والأمطار المصدر الرئيسى للمياه العذبة.
 (ب) مياه جوفية Ground Water :
وهى المياه التى توجد فى باطن الأرض (تحت القشرة الأرضية) وقد تكون عذبة أو مالحة ، هى تتميز عن المياه الاخرى بانها أقل عرضة للتلوث بنفايات المصانع والمجارى ولكن فى العصر الحديث لم يتركها الإنسان بل دفن النفايات السامة والمشعة فى الأرض فوصلت آثار منها الى المياه الجوفية ولوثتها.
تلوث الميـــاه Water Pollution
  وبالرغم من أهمية الماء للحياة سواء للشرب أو للرى أو توليد الطاقة واستخدامه فى الصناعة..الخ. إلا أن الانسان يقوم بتلويثه وجعله غير صالح للاستخدام وذلك بالقاء النفايات والملوثات الى مصادره رغم أن القرآن الكريم حذرنا من ذلك الا ان الانسان لايحافظ علية (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون).    (سورة الروم آية 41).
  المقصود بتلوث الماء هو افساد نوعية مياه الانهار ومياه المصارف الزراعية  والبحار والمحيطات بالاضافة الى مياه الامطار والابار الجوفية مما يجعل هذه المياه غير صالحة للاستعمال.                                                                                                               
  ويتلوث الماء عن طريق المخلفات الانسانية والنباتية أو الحيوانية أو المعدنية أو الصناعية أو الزراعية أو الكيميائية التى تصب فى مصادر المياه (المسطحات المائية من بحار ومحيطات وانهار ومصارف زراعية) ، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب المواد الكيميائية وايضا مياه الصرف الصحى اليها بما فيها من بكتيريا واحياء دقيقة.
  ولقد عرفت هيئة الصحة العالمية  (WHO) تلوث المياه:"بانه أى تغيير يطرأ على العناصر الداخلة فى تركيبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب نشاط الانسان" ، الامر الذى يجعل هذه المياه أقل صلاحية للاستعمالات الطبيعية المخصصة لها أو بعضها أو بعبارة أخرى عبارة عن "التغيرات التى تحدث فى خصائص الماء الطبيعية والبيولوجية والكيمائية للماء مما يجعله غير صالح للشرب أو الاستعمالات المنزلية والصناعية والزراعية".
مصادر تلوث الميـــاه :
 إن العديد من انشطة الانسان فى البيئة تتسبب فى تلوث المياه ، لذا فان هناك العديد من مصادر تلوث المياه نذكر منها:
 أولا : التلوث بمخلفات الصرف الصناعى.
 ثانيا  : التلوث بمخلفات مياه الصرف الصحى.
 ثالثا :التلوث بالمبيدات الكيماوية.
 رابعا :التلوث بالأسمدة الكيماوية الزراعية.
 خامسا     :التلوث بمياه الصرف الزراعى.
 أولا: التلوث بمخلفات  الصرف الصناعى:
  تعتبر مخلفات المصانع من اكبر مصادر تلويث مياه الانهار والبحار والمحيطات وتحتوى هذه المخلفات على الكثير من المواد الكيميائية السامة والتى يتم تصريفها الى المسطحات المائية مثل الانهار والبحار أو المصارف الزراعية أو مجارى الصرف الصحى.
   وتعتمد انواع المواد الكيميائية المختلفة على نوع الصناعات القائمة كما وتعتمد على نوع المعالجة التى تجرى فى كل مصنع ولكن تشترك اغلب المصانع فى القائها الكثير من المواد مثل الأحماض والقواعد والمنظفات الصناعية والأصباغ وبعض مركبات الفوسفور والمعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص والزئبق مما يتسبب عنها تلوثا شديدا للمياه التى تلقى فيها.
  وقد صنفت اللائحة التنفيذية لقانون البيئة المصرى رقم 4 لسنة 1994 المشروعات الصناعية إلى قوائم ثلاثة تبعا لشدة أثارها البيئية :-
                      ·          قائمة بيضاء … تضم المشروعات ذات الآثار البيئية الضئيلة.
                      ·          قائمة رمادية… تضم المشروعات ذات الأثار البيئية الهامة.
                      ·          قائمة سوداء … تضم المشروعات ذات الآثار البيئية الخطيرة.
ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار القائمة الرمادية والسوداء كملوثات للبيئة.
 ثانيا: التلوث بمخلفات مياه الصرف الصحى
-  يتم التخلص من مياه الصرف الصحى الصادرة عن المدن والقرى والمجتمعات السكنية بصرفها الى المصارف الزراعية والبحيرات الداخلية بدون تنقية وبذلك تكون هذه المخلفات السائلة لاتزال محملة بتركيزات عالية من الملوثات المختلفة العضوية وغير عضوية او الميكروبيولوجية.
-  تبلغ كمية مياه الصرف الصحى فى مصر 2.8بليون م3/سنويا قد تصل الى 6.2بليون م3/سنويا عام  2017. ويحظر صرفها الى النيل وفروعه وأجاز القانون صرفها الى المصارف الزراعية والبحيرات الغير عذبة ومطابقة السيب النهائى للمعايير المقررة.
                       ·           1.13بليون م3/ السنة( معالجة ابتدائية - ثانوية ) .. تخص القاهرة.
                       ·           218 مليون م3/ السنة (معالجة ابتدائية) .. تخص الإسكندرية.
                       ·           1.4 بليون م3/ السنة (معالجة ثانوية) تخص باقى المحافظات الأقليمية.
-  تحتوى مياه الصرف الصحى على مواد عضوية تشمل المخلفات الآدمية والصابون والمنظفات الصناعية ومواد دهنية وشحومات ومواد غذائية ومخلفات ورقية وأملاح معدنية وخاصة الفوسفور والنترات بالاضافة الى البكتريا والفيروسات.
 وتتميز مياه الصرف الصحى بخصائص التلوث الآتية :-
 (1) وجود العناصر السامة مثل الرصاص ، النيكل ، الزئبق ، الكروم ، الكوبلت ، الكادميوم بتركيزات عالية فوق المعدلات المسموح بها دولياً وهذه العناصر مصدرها الأساسى هو مياه الصرف الصناعى ... وهذه العناصر تترسب فى التربة وتصل الى النبات ومن ثم الحيوان والأنسان وتسبب العديد من الأمراض التى تضر بصحة الأنسان.
 (3) وجود العديد من البكتريا الضارة للأنسان والحيوان بنسب عالية تتجاوز مئات الملايين من بكتريا مجموعة القولون والتى تعتبر المصدر الأساسى للأمراض المعوية وكذلك بكتيريا السالمونيلا Salmonella التى تسبب امراض حمى التيفود والنزلات المعوية وبكتيريا الشيجلا Shigella التى تسبب امراض الاسهال.
 (4)  وجود العديد من بويضات الطفيليات المسببة لكثير من الأمراض مثل البلهارسيا والأنكلستوما والأسكارس والديدان الكبدية بالإضافة إلى وجود البويضات التي تسبب الأمراض للماشية وتنتقل للأنسان مثل التينياسوليوم والتينياساجيناتا.
 (5)  وجود نسب من مركبات المبيدات الفطرية والبكترية ومبيدات الحشائش والحشرات ومركبات الفوسفور والكلوريدات السامة والمنظفات الصناعية والمعدنية والعضوية.
 (6)  وجود نسب عالية من الرطوبة فى الحمأه المصاحبة لهذه المياه تصل الى أكثر من 95% والتى تضاعف من مشاكل التصرف فيها أو إعادة استخدامها للأستفادة منها حيث تحتوى على نسبة عالية من العناصر الضرورية للنبات والتى تزيد من خصوبة التربة.
 ولذلك فإن إعادة استخدام مياه الصرف الصحى فى الزراعة تتوقف على :
* درجة المعالجة.                       * النباتات المسموح بزراعتها.
* الأحتياجات البيئية والصحية.         * طرق الرى المناسبة.
* قوام التربة.
ثالثا: التلوث بالمبيدات الكيماوية
-  ادى التوسع فى استخدام المبيدات بصورة مكثفة فى الاغراض الزراعية والصحية الى تلوث المسطحات المائية بالمبيدات العضوية اما مباشرة عن طريق القائها فى المياه أو بطريق غير مباشر مع مياه الصرف الزراعى والصحى والصناعى التى تصب بهذه المسطحات كما ويتسرب جزء من هذه المبيدات الى المياه الجوفية.
     -  والمبيدات إصطلاح يطلق على كل مادة كيميائية  تستعمل لمقاومة الآفات الحشرية أو الفطرية أو العشبية..وتنقسم إلى المجموعات الرئيسية :
* مبيدات حشرية            * مبيدات فطرية       *مبيدات عشبية
    * مبيدات القوارض         * مبيدات الديدان
-  ويأتى الضرر البيئى لهذه المبيدات من أن أغلبها مركبات حلقية بطيئة التحلل وتحتوى على عناصر ثقيلة ذات درجة سمية عالية كما أن نواتج تكسرها يزيد من تركيز وتراكم كميات من الكلور والفوسفور والنترات عن الحد المسموح به فى البيئة الزراعية ومنها الحيوان والأنسان.
-  وتلوث المياه الأرضية والسطحية بمبيدات الآفات ترجع إلى التدوال الغير مناسب لهذه الكيماويات ذات التأثيرات البيئية وكذلك الحوادث العرضية فى الزراعة والصناعة والتجارة. وقد تصل هذه المبيدات مع العمليات الزراعية.
 -        ومصادر التلوث بالمبيدات للمياه :
* مع الغسيل بواسطة مياه الأمطار.
* مع مياه الصرف إلى الماء الأرضى.
* تلوث مباشر مع المياه السطحية من خلال الإنجراف.
* بقايا مبيدات المحاصيل وماء الغسيل الناجم من تنظيف معدات الرش.
رابعا:التلوث بالاسمدة الكيماوية الزراعية:
-  اسرف الانسان فى استخدام الاسمدة والمخصبات الزراعية وخاصة الأسمدة النتروجينية والفوسفاتية واضافتها الى التربة الزراعية بهدف زيادة الانتاج الزراعى دون الألتزام بمعدلات هذه الاسمدة والتى لا يستفيد النبات بأى كميات زائدة عنها. لذا فان هذه الكميات الزائدة عن حاجته من الاسمدة الازوتية تذوب فى مياه الرى ومياه الصرف الزراعى ويذهب جزء كبير منها الى المياه السطحية والمياه الجوفية.
-  الأسراف الشديد فى إضافة الأسمدة الأزوتيه والفوسفاتيه إلى الأراضى بكميات تفوق إحتياج النبات وفى مواعيد غير مناسبة لمرحلة نمو المحصول قد أدى إلى هدم التوازن الكائن فى التربة بين عناصر غذاء النبات بالإضافة إلى غسيلها مع ماء الصرف وتسربها إلى المياه الجوفية ممايزيد المشكلة تعقيدا عند إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى فى الرى مرة أخرى.
-  والإسراف فى إستخدام الأسمدة النتروجينية هى العامل الرئيسى فى تلوث المياه الجوفية ومياه المصارف الزراعية والأنهار. ويأتى الضرر البيئى من التلوث بأيون النترات الذى يصل للأنسان عن طريق مياه الشرب أو تختزن بعض النباتات فى أنسجتها نسبة عالية منه مثل أنواع البقول والخضر مما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها. وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار.
-  يأتى الضرر البيئى من الأسمدة الفوسفاتية حيث زيادة نسبتها فى المياه تؤدى إلى الأضرار بحياة الكثير من الكائنات الحيه التى تعيش فى المجارى المائية … كما وأن هذه المركبات تتصف بأثرها السام … بالإضافة إلى أنها تؤدى إلى ترسيب بعض العناصر النادرة الموجودة فى التربة الزراعية والتى يحتاجها النبات فى نموه وتحويلها إلى مواد عديمة الذوبان فى الماء.
 خامسا: مياه الصرف الزراعى
-  تعتبر إعادة استخدام مياه الصرف العادمة فى الرى هى المخرج الرئيسى لزيادة الرقعة الزراعية والتوسع الزراعى.
-  تتلقى المصارف الزراعية مياه المجارى المحملة بالمواد العضوية والكيماويات والمبيدات الزراعية والمعادن الثقيلة ومسببات الأمراض. وكذلك مياه الصرف الصناعى المحملة بالمعادن الثقيلة والسامة.
-      تبلع كمية مياه الصرف الزراعى حوالى 14.5 بليون م3 / سنوى.
-      يعاد إستخدام 7.5 بليون م3 / سنوى سواء مباشرة أو الخلط مع المياه العذبة.
ومن أهم عوامل تلوث المياه :-
(1) تداخل المياه المالحة
وهى موجودة فقط فى المياه الجوفية القريبة من البحار والمحيطات ويؤدى السحب المستمرة للمياه العذبة الجوفية من تلك المناطق إلى تسرب المياه المالحة من البحر أو الاعماق إليها.
 (2) أبار الحقن
وتستخدم للتخلص من النفايات النووية والاشعاعية والصناعية والكثير من المواد السامة مما قد يؤدى إلى تسربها إلى المياه الجوفية العذبه.
(3) التلوث الحرارى للمياه :
وأهم مصادر التلوث الحرارى المياه المستخدمة فى عمليات التبريد فى محطات القوى النووية ومحطات القوى الكهربائية والمولدات التى تعمل بالفحم أو البترول حيث ترتفع درجة حرارة مياه التبريد ويتم التخلص منها بتفريغها فى المجارى المائية أو البحيرات مما يؤدى الى ارتفاع درجة الحرارة فى هذه الأماكن وتسبب تلوثاً حرارياً.
(4) التخلص السطحى من النفايات
حيث تقوم الدول الصناعية بالتخلص من النفايات الصلبة بدفنها فى باطن الأرض على أعماق مختلفة أما النفايات السائلة فتلقى فى برك سطحية متباينة الاعماق ويؤدى سقوط الامطار وارتفاع منسوب المياه الجوفية الى ذوبان بعض هذه المخلفات وتسربها الى المياه الجوفية.
(5) مياه المجارى والبيارات

حيث تتسرب بعض المواد العضوية  (فضلات المجارى) وكذا المواد الكيميائية من هذه البيارات إلى المياه الجوفية فتعمل على تلوثها.
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments :

Post a Comment