التندرا
الأقاليـــم الحيـــوية :
تشترك الكثير من بقاع الأرض في المناخ والتضاريس ونوع التربة مما يؤدي إلى تطوّر مجتمعات حيوية متشابهة لهذه المناطق . وتعرف
أنواع النظم البيئية الرئيسية هذه والمتشابهة مناخيا بالأقاليم الحيوية . و يعتمد وجود الأقاليم الحيوية وتوزيعها بشكل رئيسي على درجة الحرارة وكمية الهطل ، وبشكل أقل على الارتفاع عن مستوى سطح البحر ، ووجود الجبال ، وشكل سطح الأرض . وتعرف معظم الأقاليم الحيوية بناءا على نوع النباتات السائدة ، مثلا إقليم الحشائش أو إقليم الغابات متساقطة الأوراق . أما تنوّع الحياة الحيوانية ووجود النباتات الفرعية فيعطيان الخصائص لكل إقليم حيوي والتي بدورها تعتمد على نوع النباتات الرئيسة السائدة والعوامل البيئية الفيزيائية .
التنــــــدرا
إقليم التندرا هو السهول العشبية القطبية الخالية من الأشجار . وهي توجد في المناطق المناخية الشديدة البرودة حيث تقل الأمطار عن 25 سم / سنة وتنخفض درجة الحرارة معظم أيام السنة باستثناء 8 -10 أسابيع معتدلة الحرارة وهي فصل نمو النباتات .
أنواع التندرا
يوجد نوعان من التندرا :
التندرا القطبية التي تقع في مناطق دوائر العرض العليا ، والتندرا الألبية التي تقع في المرتفعات العالية بغض النظر عن موقعها بالنسبة لدوائر العرض . وبشكل عام تقع التندرا إلى الشمال من الغابات الصنوبرية في نصف الكرة الأرضية الشمالي وتمتد جنوب ذلك في المناطق المرتفعة أكثر من ارتفاع الغابات الصنوبرية .
أما نوع التربة السائدة فهي تربة رقيقة توجد فوق أرض متجمدة طوال السنة . وتبعا لنوع التربة وكمية الأمطار القليلة ودرجة الحرارة المنخفضة تنمو في التندرا فقط الحشائش وقريناتها مثل البردي والأشنات والطحالب والشجيرات القزمة المزهرة .
أما الحيوانات التي تعيش فيها فتعتمد على نوع التندرا . ففي التندرا القطبية تسود الثدييات الكبيرة مثل الرنة أو الأيل والدب المخطط و الوشق والثدييات الصغيرة مثل شاة الجبل والثعلب القطبي والأرنب القطبي والطيور مثل بومة الثلج ونوع من الباز وطائر يشبه الدجاج والبط و بعض أنواع الحشرات . أما في التندرا الألبية التي تحتل مساحات أقل بكثير من التندرا فتوجد القوارض الصغيرة والحشرات المختلفة.
لم يغيّر الإنسان كثيرا في هذا الإقليم بسبب الظروف المناخية القاسية التي تسود فيه وبسبب إنتاجيته القليلة .نستثني من ذلك عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه التي تضر بالحياة البرّية وتؤدي إلى تلوث مناطق استخراج النفط مما يؤدي إلى تناقص عدد الحيوانات فيها أو حتى انقراضها.
سكان التندرا
و يسكن التندرا عناصر مختلفة كلها قليل العدد ففي أمريكا يعيش الأسكيمو وهم قوم ساحليون يحصلون على قوتهم من البحر بصفة عامة وفي تندرا أوراسيا تعيش جماعات اللاب في السويد وفي النرويج وتعيش عناصر الأوستياك فيما وراء جبال الأورال وجماعات أخرى مثل اليوراك والياكوت والسمويد. ويظن أن بعض هذه الجماعات من أصل مغولي ولكن يوجد بينها اختلاط كبير وكلهم يعيشون في ظروف حياة متشابهة.
النباتات
نجد العديد من النباتات، فمن الجنوب إلى الشمال نجد أنواعا من الصفصافيات منها ما هو قزمي، كما نجد أشجارا مثل القضبان والسعديات والأسليات، وصولا إلى النطاقات التي تكون فيها النباتات عبارة عن طحالب وأشنة. والجدير بالملاحظة أن نمو كل هذه النباتات يكون بطيئا بحكم الظروف المناخية القاسية.
الحيوانات
الحيوانات التي تعيش في هذا المجال الحيوي تكون ذات فراء أو ريش كثيف وأبيض في الشتاء، كما تتميز بوجود طبقة شحمية كبيرة لحمايتها من البرد. ومن الطيور نجد أحد أنواع البوم المسمى ببوم (Harfang) والطيهوج وهي من الطيور المهاجرة. ومن الحيوانات الأخرى نجد الأيل الكندي بأمريكا الشمالية، والرنة بأوراسيا، والبقر المسكي. أما الحيوانات اللاحمة، فنجد الدب الأبيض والذئاب والثعالب القطبية. ويتمثل غذاءها جزئيا في القوارض الصغيرة المسماة لموس. وفي فصل الصيف القطبي القصير، تنمو حشرات مثل البعوض.
مناخ التندرا
هو المناخ الذي يسود في العروض المرتفعة التي درجة الحرارة المتوسطة فيها في أحر شهور السنة تتراوح بين صفر درجة مئوية و 10 مْ, كما في الأجزاء الشمالية من أوراسيا وكندا, والأجزاء الساحلية من جزيرة غرينلاند, والجزر المحيطة الشمالية, وفي مناطق سيادة هذا المناخ يكون فصل نمو النبات قصيراً لا يتعدى ثلاثة أشهر حيث لا يتيح الوجود سوى لنباتات معينة (أعشاب وطحالب, وبعض النباتات ذات الأزهار الجميلة), وتتميز نباتات هذا المناخ بأن جذورها قصيرة, نتيجة لأن ذوبان الجليد يقتصر في فصل الصيف القصير على طبقة سطحية محدود السماكة من التربة, على حين يبقى أسفل تلك الطبقة السطحية متجمدا باستمرار لا يسمح لجذور النباتات بالتعمق فيه.
وعندما يأتي الربيع تعودُ الحياة إلى مناطق التندرا حيث تعود طيور الإوز، وطيور الخرشنة وطيور أخرى شمالاً إلى أعشاشها. وتنمو نباتات التندرا سريعًا وتغطي الأرض بالزهور الناصعة وترعى فيها الأيائل، والرنة وثيران المسك، التي تقع فريسة للذئاب. وتتضمنُ الحياة البرية بعض الحيوانات الأخرى مثل، الثعالب القطبية والأرانب البرية والدببة الرمادية اللون واللاموس والدببة القطبية وطيور الترمجان. أما الفقمة أو عجول البحر، وحيوانات الفظ، فتعيش على الخطوط الساحلية. ويعيش سمك الشار القطبي وبعض أنواع السمك الأخرى في البحيرات والأنهار كما يتكاثر البعوض والذباب الأسود وبعض الحشرات الأخرى هناك.
وتتراوح درجات الحرارة الصيفية في تندرا القطب الشمالي بين حوالي ثلاث درجات و12°م وتبقى التربة دائمة التجمد من حوالي 30 إلى 150سم تحت سطح الأرض. وتُسمَّى هذه التربة الجليد الدائم وتمنعُ المياه من التصريف بعيداً ونتيجة لذلك تبقى التربة باردة ورطبة طوال فصل الصيف.
ويأتي أغلب الترسب في مناطق التنْدرا بالقطب الشمالي من الجليد الذي يُغطي الأرض من سبتمبر إلى إبريل أو مايو. وفي الخريف تهاجر الأيائل والرنة وأغلبية الطيور جنوبًا إلى أراضي الطعام الشتوي، وتبقى الحيوانات الأخرى نشطة في التندرا طوال فصل الشتاء.
توجد في تندرا القطب الشمالي رواسب ضخمة من الفحم والغاز الطبيعي والزيت والحديد الخام والرصاص والزنك. ويمكن أن يكفي الفحم والزيت والغاز الطبيعي تغطية احتياجات العالم من الوقود، وقد تم تصميم خطوط أنابيب خاصة لنقل الزيت والغاز بأقل فاقد ممكن إلى بيئة مناطق التندرا.
تقع مناطق التندرا الألبيّة في الجبال في جميع أنحاء العالم وعلى ارتفاعات باردة جداً، حيث لا تنمو فيها الأشجار ونادراً مانجد الجليد الدائم في التندرا الألبيّة لأن أغلب هذه المناطق ذات تربة جيدة التصريف. وترعى الحيوانات مثل الأيائل وماعز الجبل وبعض الحيوانات الأخرى في التندرا الألبيّة في فصل الصيف كما تعيش فيها أيضًا حيوانات البيكة، وطيور الترمجان، والمرموط وأنواع كثيرة أيضًا من الحشرات.
0 comments :
Post a Comment